قواعد الإشتباك
أحـمد المؤيد
يلاحظ الجميع هدوءاً مريباً بين صنعاء من جهة والتحالف الامريكي السعودي من جهة أخرى .. والكل يتسائل .....
قضيت واحدة من أحزن الليالي أمس! قرات في ساعة متأخرة نبأ وفاة زوجة علي قناف زهرة! كان نجلها عصام قد نشر قبل ساعات في صفحته في فيسبوك يعلم اصدقاءه بمكان الصلاة على والدته ثم الدفن.
كان علي ان اكتب تعزية.
كانت المهمة عسيرة!
هل اصفها بالارملة أم هي زوجة؟
هل أعزي عصام وسلوى وسميرة وبقيس في وفاة أمهم أم أعزي اليمنيين أم أعزي اليمن؟
كتبت تعزية لعصام وشقيقاته ثم تداعت الصور والوجوه والوعود والخيبات دفعة واحدة. تذكرت الراحل المقيم فهمي السقاف زميلي في صحيفة النداء وصاحب الإسهام الأبرز في ملف المختفين قسريا؛ قال لي مرارا أنه يخشى أن يمتن هؤلاء النسوة قبل ان نتمكن من كشف مصير أزواجهن وأولادهن واخوتهن وأبائهن. كانت أم عصام احدى هؤلاء اللائي يلازمنه في مناسبات الفرح والحزن. ومع أم عصام أم فتحي علي عبدالمجيد (منى) وأم وضاح العبسي وصالحة البان وعشرات الأمهات اللائي صرن قريباته.
لازمني فهمي السقاف ليل امس وصباح اليوم! وقلت في نفسي: أي خسارة منيت بها أسر المختفين قسريا برحيل فهمي في يونيو 2021؟
ماتت زوجة علي قناف زهرة بعد حوالي 45 عاما على جريمة الاختفاء القسري لزوجها.
بعد'12 عاما من تسلم رئيس جديد الرئاسة بعد الرئيس علي عبدالله صالح (الذي كان ابرز رجال عهد ما بعد قتل الرئيس ابراهيم الحمدي والاختفاء القسري لعلي قناف زهرة (11 اكتوبر 1977).
بعد 9 سنوات من مهزلة الحوار الوطني التي لم تكشف مصير المختفين قسريا منذ نهاية الستينيات وصولا إلى حرب الحوثي المقدسة الاستردادية التي بدأت في 2013 … وما تزال.
ماتت أم عصام علي قناف زهرة ولما تتكشف حقيقة مصير زوجها.
هناك أدعياء ينسبون الرجل اليهم لم يفعلوا من أجله شيئا. بل هرولوا الى مكاسب السلطة عند أول "جزرة"!
هناك رابطة لأسر المختفين قسريا تأسست في مارس 2012 قامت بجهد مضن لإثارة قضاياهم لكن في مهرجان "مؤتمر الحوار الوطني" أدار سادة المؤتمر بدءا من الرئيس وقادة الاحزاب،، وجوههم للضحايا (الضحايا اجمعين) وباعوا اليمنيين كلاما ووثائق ثم احتفظوا بامتيازات المؤتمر في مسيرتهم المهنية الناجحة!
اقتحم الحوثيون صنعاء في 21 سبتمبر 2014 وكلفوا أحد قيادييهم بالتواصل مع رابطة أسر المختفين قسريا. واتذكر أن أحد أعضاء الهيئة الإدارية للرابطة اتصل بي طالبا مني حضور اللقاء فاعتذرت له لعدم ثقتي بهذه الجماعة، وقلت لهذا الصديق إنني لا أرى ضررا من لقاء الرابطة بالقيادي الحوثي إذا كان الهدف اظهار الحقيقة! وجرى اللقاء لكن وعود عبدالملك الحوثي ما لبثت ان تبخرت ذلك ان الرجال الذين تورطوا في جرائم الماضي صار عددا منهم من رجاله!
في مارس 2015 نشبت هذه الحرب المجنونة في اليمن ليدخل اعضاء جدد قائمة ممارسي جريمة المختفين قسريا في اليمن أبرزهم عبدالملك الحوثي!
في 24 يناير 2023ماتت زوجة الرائد علي قناف زهرة قبل أن تعرف مصير زوجها أو تعرف له قبرا.
بعد هذا كله يتساءل اليمنيون: ما الذي يجري لهم؟